Poetry.

January 8th 2025 NYPL Lincoln Center

١. إِنَّ العُيونَ الَّتي

إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ

قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانا"

وَذاتِ دَلٍّ كَأَنَّ البَدرَ صورَتُها

 باتَت تُغَنّي عَميدَ القَلبِ سَكرانا

فَقُلتُ أَحسَنتِ يا سُؤلي وَيا أَمَلي

 فَأَسمِعيني جَزاكِ اللَهُ إِحسانا

يا حَبَّذا جَبلُ الرَيّانِ مِن جَبَلٍ

 وَحَبَّذا ساكِنُ الرَيّانِ مَن كانا

لَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ الحُبَّ يَقتُلُني

 أَعدَدتُ لي قَبْلَ أَن أَلقاكِ أَكفانا

يا قَومِ أُذني لِبعَضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ

وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا

فَقُلتُ أَطرَبتِنا يا زَينَ مِجلِسِنا

 فَهاتِ إِنَّكِ بِالإِحسانِ أَولانا

فَغَنَّتِ الشَّربَ صَوتاً مُؤنِقاً رَمَلاً

يُذكي السُرورَ وَيُبكي العَينَ أَلوانا

فَقُلتُ أَحسَنتِ أَنتِ الشَمسُ طالِعَةً

 أَضرَمتِ في القَلبِ وَالأَحشاءِ نيرانا

أَصبحتُ أَطوَعَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ

 لأَكثَرِ الخَلقِ لي في الحُبِّ عِصيانا

٢. جنتي

جنتي كوخٌ وصحراءٌ ووردُ

وحبيبٌ هو لي ربٌ وعبدُ

وصباحٌ شاعريٌ حالمٌ

أتغنَى فيه بالحب وأشدو

أجعلُ الرملَ قصوراً ، وأنا

بذُراها في جلالِ الملكِ أبدو

وأردُّ القيدَ عن حريتي

كاذبٌ من قال أن الحب قيدُ

وأرى القفر رياضاً غضّةً

أنا فيها ظبية تلهو وتعدو

يا حبيبي ، هذه أحلامنا

آهِ لو يَصدِقُ للأحلامِ وعدُ

٣. وأحنُّ لاسمكَ

وأحنُّ لاسمكَ دون كلّ النّاسِ

كحنين قبطيٍّ إلى الأجراسِ

وأكون أبعد ما أكون وخافقي

يجتاز كلّ مكائد الحرّاسِ

فإذا التقيتكَ ضمن وهمٍ واعدٍ

ألقيتُ أمتعتي وفاض حماسي

وعرفتُ كم مرّت علينا صدفةٌ

كنّا نبدّدها بلحظةِ ياسِ

٤. حاوَلْتُ

ظنوا بأني قد فُتِنْتُ بِغَيرِهِم

هُمُ الذين بِحُسنِهِمْ فَتَنُونِي

وَهُمُ الذين إذا بدوا بين الورى

خَفَت الورى وتلألؤوا بعيوني

حاوَلْتُ أَن أَحْكي بِصَمْتي لَهْفَتي

لكِنَّهُم بِالصَّمْتِ ما فَهِمُوني

زَعَموا بِأَنّي لا أَميلُ إِليهِمُ

زَعَموا.. وَراحوا.. لَيتَهُمْ سَأَلوني

صبوا نبيذي في الكؤوس وحينما

خدرت مِنْ آلامِهِمْ سَكَبُونِي

ونسوا بأن الخمر أيضاً عندها

حُزْنٌ تَبُوحُ به إلى المحزون

حاوَلْتُ أَن أَحْكي بِصَمْتي لَهْفَتي

لكِنَّهُم بِالصَّمْتِ ما فَهِمُوني

زَعَموا بِأَنّي لا أَميلُ إِليهِمُ

زَعَموا.. وَراحوا.. لَيتَهُمْ سَأَلوني

٥. أميل نحوك

أميل نحوك أغدو قاب أنفاسي

كما يميل نواسيٌ على الكاسي

وألمح الحب من عينيك يغمز لي

فهل ألام إذا استعجلت إحساسي ؟

ملأنا لك الأقداحَ، يا مَن بِحُبّه

سكِرنا، كما الصوفيُّ بالله يسكرُ

أحبّكَ لا تفسير عندي لصبوتي

أفسّر ماذا؟ والهوى لا يُفسَّر

ملأتِني بكِ حتى مَسَّني خَجَلٌ

من فَرطِ ما غازلَتْني أَعْيُنُ الناسِ

ما عاد يملأُ رأسي خمرُ دالِيَةٍ

صُبِّي جمالَكِ حتى يمتلي راسي

ملأنا لك الأقداحَ، يا مَن بِحُبّه

سكِرنا، كما الصوفيُّ بالله يسكرُ

أحبّكَ لا تفسير عندي لصبوتي

أفسّر ماذا؟ والهوى لا يُفسَّر